البروستاتا هي عبارة عن غدة صغيرة الحجم، لها دور في تكوين السائل المنوي لدى الرجال، ومع التقدم في السنّ، فإنّ نموّ هذه الغدة وتضخمها يصبح أمراً وارداً، فإذا أصبح حجمها كبيرًا جدًا، قد يشير ذلك إلى الإصابة بعدد من المشاكل الصحية، ما يستوجب القيام بفحصها من أجل الكشف عن أبرز الحالات التي تصاب بها غدة البروستاتا، حتى يتسنّى علاجها.[١]


كيفية فحص البروستاتا

نظرًا لأن البروستاتا هي عضو داخلي، فلا يمكن للطبيب رؤيتها أو فحصها بالنظر إليها مباشرة من الخارج، لذلك هناك نوعان من الاختبارات التي يستخدمها الأطباء من أجل فحص البروستاتا، والكشف عن الحالات المرضية المتعلقة بها، ومن ضمنها سرطان البروستاتا، ونوضح أبرز المعلومات حول هذين الفحصين كما يأتي:[٢]


اختبار المستقيم الرقمي (DRE)

اختبار المستقيم الرقمي، والذي يعرف أيضاً بفحص الأصبع، يعدّ اختباراً بسيطاً نسبيًا، ويستخدمه الأطباء لفحص البروستاتا يدويًا، وحيث إن البروستاتا تقع أمام المستقيم، بالتالي يمكن للطبيب فحصها عن طريق إدخال أصبعه المغطى بقفاز داخل المستقيم عن طريق فتحة الشرج، حيث يستغرق الإجراء بأكمله أقل من بضع دقائق، ولا توجد أي احتياطات خاصة يجب اتخاذها قبل الاختبار، ويتم إجراؤه من خلال هذه الخطوات:[٣][٢]

  • يمكن للمريض الوقوف أو الاستلقاء أثناء الفحص، ففي حالة الوقوف، سيُطلب من المريض الوقوف أمام سرير الفحص ليضع عليه الذراعين، مع مباعدة القدمين، وثني الجسم للأمام.
  • سيغطي الطبيب إصبعه بالقفاز، ثم يضع عليه مادة خاصة ملينة، ويدخل الإصبع في فتحة الشرج، ولا يسبب ذلك الألم للمريض، وإنما قد يشعر بالضغط الطفيف.
  • من أجل فحص غدة البروستاتا، سيعمل الطبيب على تحريك إصبعه بحركة دائرية.
  • عند انتهاء الفحص، يمكن استخدام المناديل لتنظيف المادة الملينة.


ما الحالات التي يساعد الفحص في الكشف عنها؟

يساعد اختبار المستقيم الرقمي للبروستاتا في التحقق من الآتي:[٣][٤]

  • وجود تغير في حجم البروستاتا.
  • وجود كتل في البروستاتا أو حولها.
  • وجود بقع صلبة أو نتوءات وتغير ملمس البروستاتا، لأنّه في الوضع الطبيعي يجب أن تكون غدة البروستاتا ناعمة.
  • الكشف عن أيّة تشوهات أو تغيرات غير طبيعية في البروستاتا.




قد يسبب الفحص حدوث نزيف من منطقة المستقيم، خاصة إذا كان المريض يعاني من وجود البواسير، فإذا استمر النزيف دون توقف يجب التحدث إلى الطبيب.




اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA)

وهو عبارة عن اختبار دم، حيث يتمّ أخذ عينة دم لتحليلها، من أجل قياس كمية المستضد البروستاتي البروتيني في الدم، وهو عبارة عن بروتين خاص تفرزه خلايا غدة البروستاتا، ومن خلال النتائج يمكن توقع وجود مشكلة في البروستاتا، فإذا كانت نتائج الفحص أعلى من 4 نانوغرام/ مل يكون هناك ارتفاع فيه، لكن نظرًا لوجود حالات وعوامل أخرى ترتفع فيها أيضاً مستويات المستضد البروستاتي النوعي، غير أمراض البروستاتا، مثل تناول بعض الأدوية، فغالباً ما يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات لإجراء التشخيص المناسب ومعرفة سبب ارتفاع هذا البروتين.[٤][٥]


ما هي الحالات التي تسبب ارتفاع PSA؟

قد يشير ارتفاع مستوى المستضد البروستاتي البروتيني في الدم إلى أي من الحالات الصحية التالية:[٦][٤]

  • التهاب البروستاتا.
  • تضخم البروستاتا الحميد.
  • إجراء عمليات جراحية في البروستاتا.
  • التهابات المسالك البولية.
  • سرطان البروستاتا.




يستخدم كلا الفحصين معاً؛ فحص المستقيم الرقمي مع اختبار PSA، في فحوصات الكشف الدورية عن سرطان البروستاتا.




اختبارات إضافية لفحص البروستاتا

هناك العديد من الحالات الطبية التي تصيب البروستاتا، مثل: التهاب البروستاتا، أو تضخم البروستاتا الحميد، أو سرطان البروستاتا، لذلك في حال اشتبه الطبيب بوجود أمر غير طبيعي بعد إجراء الفحوصات السابقة، سيطلب إجراء المزيد من الاختبارات للبروستاتا لتحديد سبب المشكلة، ومن ضمن هذه الفحوصات ما يلي:[٤][٧]


تحليل البول

يتم أخذ عينة من البول للبحث عن وجود أي مواد غير طبيعية فيها أو وجود أي علامات تدل على حدوث عدوى.[٨]


تنظير المثانة

بحيث يدخل الطبيب جهاز المنظار لداخل الحالب للكشف عن وجود أي انسدادات في المسالك البولية.[٨]


التصوير بالموجات الفوق صوتية

يستخدم هذا الفحص لمساعدة الطبيب على رؤية الجهاز البولي والبروستاتا لتحديد مدى الضرر الحاصل في المسالك البولية والبروستاتا. [٨]


خزعة البروستاتا

يستخدم هذا الفحص لمعرفة إذا كان التضخم في البروستاتا سببه ورم سرطاني أم شيء آخر، بحيث يتم أخذ عينة من أنسجة البروستاتا، باستخدام إبرة خاصة يدخلها الطبيب من فتحة الشرج، ثم يرسل العينة إلى المختبر، للتأكد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية.[٨]




إن إجراء اختبارات الدم واختبارات البول مثل اختبار (PSA)، يساعد في تحديد الحاجة لإجراء فحص الخزعة من البروستاتا.




التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يتم إجراء هذا الفحص بعد تشخيص المريض بسرطان البروستاتا، إذ تساهم صورة الرنين المغناطيسي في معرفة مدى انتشار المرض في الجسم.[٨]


هل يسبب أخذ الخزعة أي آلام؟

يستغرق أخذ الخزعة 10 دقائق تقريبا، ولا تسبب الكثير من الألم بل يرافقها انزعاجات بسيطة لدى المرضى، ومعظم الأطباء يستخدمون المسكنات الموضعية قبل إدخال الجهاز، لكن في الأيام التي تلي الإجراء قد يشعر المريض ببعض الألم في المنطقة بالإضافة إلى حدوث نزيف خفيف من منطقة المستقيم.[٩]


في أي عمر يتم تشخيص سرطان البروستاتا؟

تزداد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في السن، حيث يتم تشخيص معظم المرضى في عمر 65 سنة وأكبر، بينما نادرًا ما يتم تشخيص الرجل بسرطان البروستاتا في سن أقل من 40 سنة.[١٠]


هل يمكن إجراء فحص البروستاتا في المنزل؟

لا ينصح بإجراء فحص البروستاتا في المنزل ذاتيًا أو بمساعدة أحد الأشخاص، إذ إن القيام بالفحص يتطلب مهارة عالية حتى لا ينتج عنه أي إصابة، ويجب إجراؤه على يد طبيب مختص، لكن ينصح المرضى بمتابعة حالتهم الصحية وعدم التردد في مراجعة الطبيب إذا شعروا بأي أعراض، مثل: قلة عدد مرات التبول أو زيادتها، أو الشعور بألم وحرقة أثناء التبول، بالإضافة إلى ضرورة إجراء الفحوصات الدورية للبروستاتا للرجال المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.[١١]


من يجب عليه إجراء فحص البروستاتا الدوري؟

توصي جمعية المسالك البولية الأمريكية بإجراء فحوصات الكشف الدورية عن سرطان البروستاتا للرجال الذين تزيد أعمارهم عن (55) عام، والتي تشمل فحص المستقيم الرقمي وفحص PSA، خاصةً بالنسبة للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث يساعد الكشف المبكر على الحصول على العلاج في الوقت المناسب قبل انتشار المرض، وتشمل الفئات المعرضة للإصابة، والتي يجب عليها القيام بالفحص الدوري، ما يلي:[١٢]

  • تاريخ العائلة: حيث إنه إذا تم تشخيص أحد أفراد العائلة المقربين بسرطان البروستاتا قبل بلوغه سنّ، (65)، أو أي سرطان آخر، فإن هناك احتمال خطر الإصابة بالمرض بنسبة أكبر.
  • العرق: حيث يعدّ الرجال أصحاب البشرة السوداء، أو من أصل أمريكي أسود، أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.[١٣]
  • النظام الغذائي المتبع: حيث يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي قليل بالخضراوات وغني بالدهون ذات المصادر الحيوانية، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
  • الطفرات الجينية: بعض الطفرات الجينية قد تزيد من احتمالية إصابة الشخص بسرطان البروستاتا، ويمكن الكشف عن هذه الطفرات باستخدام بعض الفحوصات.





يجب أن يبدأ الرجال الذين لديهم خطورة عالية للإصابة بسرطان البروستاتا بالفحص الدوري منذ سن 40 عاماً، بينما يمكن للرجال الذين لا توجد لديهم أي عوامل خطورة للإصابة بالبدء بالفحص الدوري في سن 50 عاماً.




المراجع

  1. "Prostate Problems", .nia.nih.gov, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Digital Rectal Exam for Prostate Problems", webmd.com, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "How a Healthcare Provider Performs a Prostate Exam", verywellhealth.com, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "How is a prostate exam done?", medicalnewstoday.com, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  5. "When Should You Start Having Annual Prostate Exams?", keckmedicine.org, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  6. "Seven causes of a high PSA that are not cancer", medicalnewstoday, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  7. "Prostate Exam", pcf.org, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Prostate Tests", niddk, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  9. "Tests to Diagnose and Stage Prostate Cancer", cancer, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  10. "Key Statistics for Prostate Cancer", cancer, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  11. "How To Check For Prostate Cancer At Home", imaware, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  12. "Prostate Exams: Do You Really Need One?", ochesterregional.org, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  13. "Prostate Cancer: Age-Specific Screening Guidelines", hopkinsmedicine.org, Retrieved 6/12/2021. Edited.