صعود الخصية إلى الأعلى: لماذا وما العمل؟

تتشكل الخصيتان في بطن الجنين أثناء نموه في الرحم، وبحلول الأشهر الأخيرة من الحمل السابقة للولادة، فإن هاتين الخصيتين تنزلان إلى الأسفل باتجاه كيس الصفن بصورة تدريجية، ولكن في بعض الحالات قد لا يكتمل نزولهما خلال الحمل ولكنهما يستمران بالنزول خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل بعد ولادته، إلا أنه قد يعاني الطفل في بعض الأحيان من مشكلة عدم ثبات الخصية في مكانها بالرغم من نزولها كما ينبغي، وهذه الحالة تعرف علمياً بالخصية النطاطة أو الخصية القفازة (Retractile testicle).^[١]

صعود الخصية إلى الأعلى

في حالات الإصابة بالخصية النطاطة أو الخصية القفازة، فإن الخصية قد تتحرك ذهاباً وإياباً بين كيس الصفن وأسفل البطن، ويمكن تصحيح مسارها وموقعها بسهولة باستخدام اليد في حال استقرت في أسفل البطن؛ بحيث يتم توجيهها إلى كيس الصفن، وهذا يضمن بقاء الخصية في موضعها الصحيح، حتى وإن كان ذلك بصورة مؤقتة تستدعي تكرار هذا الإجراء كل فترة وأخرى، ومن الجدير ذكره أن هذه المشكلة تختفي من تلقاء ذاتها عند البلوغ أو قبل ذلك في معظم حالات الأطفال الذكور المصابين بها، بحيث تنتقل الخصية إلى مكانها الصحيح وتستقر هنالك بصورة دائمة، ولكن في بعض الحالات فإنها تبقى في منطقة أسفل البطن دون قابليتها للحركة، وهذه الحالة معروفة بمصطلح الخصية الصاعدة أو الهاجرة (Ascending testicle) أو الخصية المعلقة (Undescended Testicle).^[٢]

أعراض صعود الخصية إلى الأعلى

يعد ظهور كيس صفن فارغ هو العرض الرئيسي لحالة صعود الخصية إلى الأعلى،^[٣] وهنالك أعراض أخرى قد تصاحب هذه الحالة، ومنها الآتي:^[٤]

• إمكانية تحريك الخصية باليد من منطقة أسفل البطن إلى كيس الصفن وبقائها فترة فيه.
• ظهور الخصية في بعض الأوقات تلقائياً في كيس الصفن، وبقائها هناك لبعض الوقت.
• اختفاء الخصية تلقائيًا مرة أخرى لبعض الوقت من كيس الصفن.

أسباب صعود الخصية إلى الأعلى

يحدث صعود الخصية إلى الأعلى نتيجة المبالغة في ردود الفعل التي تطرأ على العضلة المعلقة للخصية (Cremaster muscle) بحيث تنقبض بصورة كبيرة مسببة سحب الخصية لأعلى، ومن الجدير ذكره أن ذلك الأمر يحدث بصورة طبيعية عند الأولادة نتيجة الشعور بالبرد أو اللمس أو القلق، إلا أن ردة الفعل هذه يكون مبالغ فيها عند الإصابة بحالة صعود الخصية إلى الأعلى، بما يسبب الخصية النطاطة أو الخصية القفازة،^[٥] وتزداد احتمالية حدوث ذلك في الحالات التالية:^[٦]

• ولادة الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل.
• انخفاض وزن الطفل عند ولادته.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بالخصية المعلقة.

تشخيص صعود الخصية إلى الأعلى

يتم تشخيص صعود الخصية إلى الأعلى بإجراء الفحص البدني الذي يتضمن فحص الخصيتين تحت تأثير أفعال معينة، وملاحظة ردود الفعل التي تحدث، وكذلك الكشف عن مدى إمكانية توجيه الخصية بسهولة إلى كيس الصفن واستقرارها هنالك دون تأثير،^[٧] وفي بعض الأحيان قد يتم تصوير الخصية بالموجات فوق الصوتية، إلا أن هذا الإجراء لا يعتبر ضرورياً لتشخيص هذه الحالة.^[٨]

علاج صعود الخصية إلى الأعلى

لا يكون العلاج ضرورياً في معظم الحالات، إذ تتحرك الخصيتان إلى أسفل في كيس الصفن بشكل طبيعي خلال الفترة ما بين الشهر الثالث والسادس من عمر الطفل،^[٦] وفي حال استمرار هذه الحالة فإنها قد تزول من تلقاء ذاتها مع البلوغ أو قبل ذلك، ويستلزم الأمر إجراء المراقبة المستمرة فقط،^[٩] ولكن في حالات قليلة قد يستمر صعود الخصية إلى الأعلى حتى بعد البلوغ أو قد تصبح خصية معلقة بما يستلزم إجراء الجراحة لحل هذه المشكلة.^[٥]