ظهور خصيه ثالثة: الأسباب والعلاج

تعدّد الخصي (Polyorchidism) هي حالة تكوّن أكثر من خصيتين عند الذكور، وتُعد من الحالات نادرة الحدوث؛ حيثُ تم تشخيص أقل من 200 حالة حول العالم، وتجدر الإشارة إلى أنّ أكثر الحالات شيوعاً منها هي ظهور ثلاث خصي عند الرجل (Triorchidism)، إلّا أنّه يُمكن ظهور أكثر من 3؛ حيثُ إن 4% من الحالات تقريباً تم تكوّن 4 خصيّ فيها.^[١][٢]

سيتم في هذا المقال ذكر أهم المعلومات عن ظهور خصية ثالثة: كتشخيص الحالة، وأسباب حدوثها، وتصنيف الخصية الثالثة، بالإضافة للعلاج.

أسباب ظهور خصية ثالثة

في الحقيقة، إنّ سبب ظهور خصية ثالثة غير معروف حتى الآن، إلّا أنّ هنالك بعض النظريات التي ترجع الأمر إلى بعض المشاكل التي ظهرت في مرحلة نمو الخصيتين خلال فترة نمو الجنين، كانطواء الغشاء البطني، أو الانقسام المبكر للغدد التناسليّة خلال فترة نموّها؛ حيثُ يبدأ تكون الخصيتان خلال الأسبوع السادس من عمر الجنين، ولا يكتمل تكوّنهما واتخاذهما الشكل النهائي إلّا بعد الأسبوع الثامن، ويرى البعض بأنّ هذا الأسبوع هو المفصلي في تكوّن خصية ثالثة عند الجنين، كما يبدأ تكون البربخ (Epididymis) والقناة المنوية (Vas Deferens) خلال هذه الفترة.^[٣][٤]

أنواع حالات ظهور خصية ثالثة

تم تصنيف حالات ظهور خصية ثالثة إلى 4 أنواع حسب نوع الانقسام الحاصل خلال فترة نمو الجنين كما يلي:^[٣][٤]

• النوع الأول: انقسام جزء صغير من النتوء التناسلي غير متصل بالخصيتين الطبيعيتين، ممّا يؤدي إلى تكوّن خصية ثالثة منفصلة، ولا ترتبط بالبربخ أو بالقناة المنوية.
• النوع الثاني: انقسام النتوء التناسلي في منطقة الاتصال مع القنوات المنوية، ممّا يؤدي إلى تكون خصية ثالثة ترتبط مع الخصيتين الطبيعيتين بنفس البربخ والقناة المنوية.
• النوع الثالث: انقسام عرضي كامل للنتوء التناسلي والقنوات المنوية، ممّا يؤدي إلى ظهور خصية ثالثة لها بربخ مُنفصل عن الخصيتين الطبيعيّتين، إلّا أنّها تصب في نفس القناة المنوية.
• النوع الرابع: انقسام عمودي كامل للنتوء التناسلي والقنوات المنوية، ممّا يؤدي إلى تكوّن خصية ثالثة منفصلة لها بربخ وقناة منوية منفصلين عن القنوات الطبيعية.

تشخيص وجود خصية ثالثة

عادة ما يتم تشخيص وجود أكثر من خصيتين من خلال ما يأتي:

• التشخيص بمحض الصدفة عند وجود أعراض لحالات أخرى: كآلام وانتفاخ في الخصيتين، أو دوالي الخصيتين (Veriocele)، أو الفتق الأربي (Inguinal Hernia)، أو التهاب في البربخ (Epididimytis) وهو الأنبوب الناقل للحيوانات المنوية، أو التواء الخصيتين (Testicular Torsion)، أو العقم، أو وجود ورم في الخصية، كما ويمكن اكتشاف الخصية الثالثة عند الخضوع لعملية جراحية. وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلبية حالات تعدد الخصي يتم تشخيصها عند الذكور ما بين أعمار 11-25 سنة، ونظراً لأنّ وجود خصية ثالثة دون الإصابة بحالات مرضية أخرى أو مضاعفات نادراً ما يصاحبه أعراض يشكو منها المريض.^[٤][٥]
• الفحوصات التصويرية: بالرغم من أن العديد يجرون فحصًا لأنسجة الخصية للتشخيص، إلّا أنه في أغلب الأحيان يتم تأكيد التشخيص من خلال إجراء فحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في حال تعذر تأكيد التشخيص من خلال فحص الموجات فوق الصوتية، وعادة ما تظهر الخصية الزائدة في هذه الفحوصات أسفل، وعلى الجهة اليسرى من الخصيتين الطبيعيتين، وبالرغم من أنّها أصغر، إلّا أنها غالباً ما تكون مشابهة لهما بالخصائص الطبيعية.^[٦][٧]

علاج الخصية الثالثة

يعتمد علاج الخصية الثالثة بشكل أساسي على طبيعة الأعراض والعلامات المرافقة للحالة واحتمالية تطور المضاعفات، كالأورام السرطانية؛ حيثُ كانت العمليات الجراحية لإزالة الخصية الثالثة هي العلاج المعتمد قديماً، إلّا أنّه مع التقدم في فهم حالة تعدد الخصي أصبح العلاج بمتابعة الحالة بشكل دوري هو الخيار الأفضل في الحالات التي لا يوجد فيها مضاعفات، ولا يوجد داعٍ لإزالة الخصية جراحياً، أمّا في حال وجود المضاعفات، فإنّ ذلك قد يستدعي إزالة الخصية الثالثة، كما في حالات الخصية المعلّقة (Cryptorchidism)، وهي حالة عدم نزول الخصية واتخاذها الموقع الصحيح والطبيعي.^[٢][٨]