قليلةٌ هي المعلومات التي يعرفها معظم الرّجال فيما يتعلّق بغدّة البروستاتا وموقعها لديهم، ولا سيما المشكلات الصحية التي تصيبها، والعلاجات المُتاحة لها، ولعلّ هذا الأمر مثيرًا للدهشة، إذ إنّ عددًا لا بأس به من الرّجال قد يتعرّضون لإحدى مشكلات وأمراض البروستاتا، والتي سنتطرّق إليها في المقال.[١]


ما هي أمراض البروستاتا؟

يمكن لأيّ رجلٍ أن يُصاب بأمراض البروستاتا، ولكنها أكثر شيوعًا عند الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا، فمثلاً قد يصيب التهاب البروستاتا الرجال الأقلّ من عمر 50 عامًا، بينما تضخّم البروستاتا يصيب بشكلٍ شائعٍ الرجال من تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وتشتمل أكثر أمراض البروستاتا الشّائعة التهاب البروستاتا، وتضخّم البروستاتا الحميد، وسرطان البروستاتا،[٢] وهي ما سنوضّحه بالتفصيل على النحو التالي:


تضخّم البروستاتا

يُشار إلى تضخّم البروستاتا (Prostate enlargement) بأنها حالةٌ مرتبطة بالشّيخوخة، إذ يعاني رجلٌ واحد على الأقلّ من بين كل 3 رجال فوق سنّ الخمسين بعض أعراض تضخّم البروستاتا، وما زال غير معروفٍ إلى يومنا هذا سبب تضخّم البروستاتا مع التقدّم في السن، إلا أنّه غير مرتبطٍ بسرطان البروستاتا، ولا يزيد حتى احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا.[٣]


التهاب البروستاتا

يحدث التهاب البروستاتا (Prostatitis) للرجال من جميع الأعمار، وما زال غير معروفٍ إلى يومنا هذا سبب معظم حالات التهاب البروستاتا، إلا أنّ بعض الأمور قد تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب البروستاتا، مثل البكتيريا التي قد تدخل إلى الجسم عند تركيب القسطرة البولية، أو وجود تشوّهٌ خَلقي في المسالك البولية، أو التهاب المسالك البولية،[٤] وقد يكون التهاب البروستاتا المزمن وآلام الحوض المزمنة (Chronic prostatitis or chronic pelvic pain syndrome) هي النوع الأكثر شيوعًا من بين حالات التهاب البروستاتا، الذي يصيب الرجال في أيّ عمر، وبالأخصّ الفئة العمرية من أواخر سن المراهقة وحتى كبار السن، فقد تظهر أعراضها وتتلاشى دون سابق إنذار، إذ تتمثّل أعراضها بألمٍ وانزعاجٍ في منطقة الفخذ أو المثانة.[٥]


سرطان البروستاتا

هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال من بعد سرطان الجلد، إلا أنّه من السّرطانات التي ترتفع نجاح معدلات علاجها،[٦] وقد تتأثر فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا بالعوامل التالية:[٧]

  • العمر: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال الأكبر من 50 عامًا.
  • العِرْق: ينتشر سرطان البروستاتا بشكلٍ أكبر بين الرجال الأمريكيين من أصلٍ أفريقي.
  • تاريخ العائلة: كأن يكون الوالد أو الأخ مُصاب بسرطان البروستاتا، فذلك يزيد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا أيضًا.
  • النّظام الغذائي: يمكن أن يزيد تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون وقليلٍ من الفواكه والخضراوات احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.


أعراض أمراض البروستاتا

تترافق أمراض البروستاتا مع العديد من الأعراض في المراحل الأولى من الإصابة، بحيث تعتمد الأعراض على نوع مرض البروستاتا، والتي تشمل في العادة،[٨] ما يلي:[٩]

  • صعوبة بدء تدفق البول وإنهائه.
  • ضعف قدرة التبوّل.
  • ألم وشعور بالحرقان أثناء التبوّل.
  • الإحساس بوجود البول في المثانة وعدم القدرة على إفراغه.
  • سلس البول.
  • وجود الدم في السائل المنوي أو البول.
  • ألم أثناء القذف.
  • عدم القدرة على التبوّل.
  • ألم الفخذ والورك وأسفل الظهر و / أو الساق.


ما علاقة أمراض البروستاتا بالتقدّم في العمر؟

يعاني حوالي 25% من الرجال الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا وأكثر من أمراض البروستاتا، وترتفع هذه النسبة إلى 50% بحلول عمر 70 عامًا، ولأنه من المُحتمَل عدم ظهور أيّة أعراضٍ على أمراض البروستاتا، فلا بدّ على أيّ رجلٍ يبلغ الخمسينيات من العمر مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات البروستاتا بدنيًا بانتظام، ومراجعة تاريخ العائلة الصّحي، كما أنه من الضّروري الخضوع إلى الفحص الرّقمي للمستقيم، للتحقق من علامات وأعراض أمراض البروستاتا، ففي هذا الفحص يرتدي الطبيب قفّازًا مزلّقًا، ويُدخِل إصبعه في فتحة شرج المريض وصولاً إلى المستقيم وتحسس غدّة البروستاتا.[٨][١٠]


ما هي فحوصات أمراض البروستاتا؟

يعدّ تحليل الدم لقياس مستوى بروتين (PSA) هو أولى التّحاليل التي يتمّ إجراؤها في حالة الاشتباه بأمراض البروستاتا ووجود مشاكل في التبوّل، إذ تصنع غدّة البروستاتا بروتين (PSA) عند وجود مشاكل واضطراباتٍ فيها[٢] إلى جانب ذلك فهنالك مجموعة من التحاليل والفحوصات الأخرى التي تساعد على تشخيص أمراض البروستاتا، وهي:[١١]

  • خزعة البروستاتا (Prostate biopsy): يتمّ إجراؤه عند الاشتباه بسرطان البروستاتا، فيأخذ عينةً صغيرة من أنسجة غدّة البروستاتا، وفحصها تحت المجهر، وللقيام بذلك يُدخِل الطبيب إبرةً طويلة ورفيعة عبر المستقيم وصولاً إلى غدّة البروستاتا، وعادةً ما يتمّ أخذ الخزعة بتوجيهٍ من الألتراساوند.
  • تصوير الألتراساوند للبروستاتا (Prostate ultrasound): يقوم الطبيب بإدخال مسبارٍ عبر المستقيم، ويضعه بالقرب من غدّة البروستاتا لتصويرها.


علاج أمراض البروستاتا

يمكن أن تتعافى بعض حالات أمراض البروستاتا لوحدها، بينما تتطلّب حالاتٍ أخرى التدخّل العلاجي، مثل سرطان البروستاتا، وعادة ما تشمل العلاجات الشّائعة لأمراض البروستاتا ما يلي:[١٢]

  • العلاجات الدّوائية: مثل المضادات الحيوية، أو الأدوية التي تخفف حدّة الأعراض المرتبطة بالتبوّل.
  • العلاج الطّبيعي: والمتمثّل بتدليك البروستاتا، والقذف المتكرر.
  • التدخّل الجراحي: وذلك عند اللزوم.


بينما يمكن تفصيل علاج كلّ مَرَضٍ من أمراض البروستاتا على النحو التالي:[١٣][١٤]


علاج تضخّم البروستاتا

يلزم التدخّل العلاجي لتضخّم البروستاتا في حالات التهاب المسالك البولية المتكرر، ووجود الدم في البول، أو حصوات المثانة، أو الفشل الكلوي، وعادةً ما تتمثّل استراتيجيات العلاج بما يلي:

  • مراقبة منتظمة لمدى تضخّم غدّة البروستاتا، مع التّوصية بتقليل المشروبات والسّوائل قبل النوم.
  • العلاج الدّوائي.
  • التدخّل الجراحي، لاستئصال غدّة البروستاتا المتضخّمة.


علاج التهاب البروستاتا

ينطوي علاج التهاب البروستاتا على الأدوية؛ مثل مسكّنات الألم، والأدوية المضادّة للالتهاب، والأدوية التي ترخي غدّة البروستاتا وعنق المثانة، وقد تتعافى هذه الحالة خلال ما يترواح بين بضعة أسابيع وصولاً إلى بضعة أشهر، وقد تستمرّ لفترةٍ أطول من ذلك عند بعض الرجال.


علاج سرطان البروستاتا

تختلف خيارات علاج سرطان البروستاتا من رجلٍ لآخر، باختلاف مرحلة السّرطان وشدّة أعراضه، فإمّا أن يُستخدَم علاجٌ واحد، أو عدّة علاجات مجتمعة، وتتمثّل الخيارات العلاجية بما يلي:

  • التدخّل الجراحي: لاستئصال غدّة البروستاتا.
  • العلاج الإشعاعي.
  • العلاج بالتبريد.
  • العلاج الكيماوي، أو الأدوية الهرمونية.


نصائح للوقاية من أمراض البروستاتا

لا يمكن دائمًا منع الإصابة ببعض مشاكل وأمراض البروستاتا، إذ إنّ بعضها قد يكون جزءًا من العملية الطّبيعية للتقدّم في العمر، كتضخّم البروستاتا، بالرّغم من ذلك فهنالك مجموعةٌ من النّصائح التي تُخفِّض احتمالية الإصابة بأمراض البروستاتا، وهي:[١٥][١٦]

  • تناول نظام غذائي قليل الدّهون، وغنيّ بالفواكه والخضراوات.
  • الحفاظ على وزن متناسب مع الطول.
  • ممارسة التمارين الرّياضية بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين أو شرب الكحول.
  • تناول مكمّلات فيتامين (د).

المراجع

  1. "Diseases of the Prostate", www.ohe.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Prostate Problems", www.niddk.nih.gov, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  3. "Prostate problems", www.nhs.uk, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  4. "prostatitis-(infection-of-the-prostate)", www.urologyhealth.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  5. "Understanding Prostate Changes: A Health Guide for Men", www.cancer.gov, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  6. "Prostate Cancer", www.cancer.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  7. "Prostate Problems", www.medicinenet.com, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Prostate disease", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  9. "Diagnosis and Treatment of Prostate Diseases", www.acibadem.com.tr, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  10. "Prostate Disease", intermountainhealthcare.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  11. "What is the prostate gland?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  12. "Prostate Diseases", utswmed.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  13. "Diagnosis and Treatment of Prostate Diseases", www.acibadem.com.tr, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  14. "Prostate Disease", www.nbt.nhs.uk, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  15. "Prostate Problems", www.webmd.com, Retrieved 18/12/2021. Edited.
  16. "Prostate Cancer: Prevention", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 18/12/2021. Edited.