على الرغم من عدم توفر علاج جذري لتضخم البروستاتا الحميد؛ إلّا أنّ هنالك العديد من الطّرق العِلاجيّة والأدوية التي تُقلل من أعراض المرض، إذ يضع الطّبيب خطة علاجية مناسبة للمرض بناءً على حدّة الأعراض وشدّة انزعاج المريض منها، ومدى وجود أي مضاعفات أُخرى للمرض.[١]


علاج تضخم البروستاتا

تنقسم الخيارات العلاجية لأعراض تضخم البروستاتا الحميد إلى علاج غير دوائي ينطوي على تغيير نمط الحياة وآخر دوائي، وذلك يعتمد على مرحلة المرض؛ فإذا كانت الأعراض خفيفة ولا تؤثر بصورة فعلية في روتين الحياة قد يلجأ الطبيب إلى بعض الإرشادات في تغيير نمط الحياة دون الحاجة لاستخدام أي دواء إلا إذا ساءت الأعراض بعد ذلك،[٢][٣] وفيما يأتي توضيح مُفصّل للخُطّة العِلاجيّة:


تغيير نمط الحياة

قد يوصي الطبيب باتّباع بعض النصائح فيما يتعلق بأسلوب الحياة في المراحل الأولى للمرض؛ عندما تكون الأعراض خفيفة في شدّتها؛ وهذا يتضمن:

  • تقليل شرب السوائل خاصةً عند الحاجة للخروج من المنزل أو قبل النوم.[٤]
  • تقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين والكحول قدر الإمكان أو تجنبها نهائيًا.[٤]
  • توخي الحذر عند استخدام أدوية علاج الاحتقان، أو أدوية الحساسيّة، أو مُضادّات الاكتئاب، أو مُدّرات البول، لأنّها قد تزيد من شدّة الأعراض نحو الأسوأ.[٤]
  • تمرين المثانة البولية على تخزين البول لفترات أطول من الوقت.[٤]
  • الوقاية من حدوث الإمساك أو علاجه إن وجد بالطريقة المناسبة.[٤]
  • تجربة أداء تمارين رياضية تُحسّن من قوة عضلات الحوض كتمرين كيجل.[٤]
  • ممارسة أسلوب تفريغ المثانة المزدوج، وذلك من خِلال الانتظار بعد الانتهاء من التبول لعدّة ثواني ثم مُحاولة التبول مرة أُخرى؛ لضمان التفريغ الكامل للمثانة.[٥]




إن استمر المُصاب في اتّباع تلك النصائح ولم يجد نفعًا في تحسن الأعراض، قد يوصي الطبيب ببدء استخدام العلاجات الدوائية.




العِلاجات الدّوائيّة

عادةً ما يبدأ استخدام العلاجات الدوائية في مرحلة الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، وفيما يلي ذكر لأهم العلاجات المستخدمة لتضخم البروستات الحميد:[٦][٧]

  • الأدوية التي تعمل على تثبيط الإنزيم المسؤول عن تحويل هرمون التيستوسيترون إلى الداهيدروتيستوستيرون في غدة البروستات يُدعى إنزيم مختزل-ألفا؛ مما يساعد على تقليل حجم غدة البروستات وتحسين الأعراض الموجودة، وكغيرها من الأدوية، قد تُسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية المُتعلقة بطبيعة عملها مثل انخفاض الرغبة الجنسية (الدافع الجنسي)، وتضخم الثدي، لكنّها آثار مؤقتة يمكن أن تعود للطبيعة.
  • الأدوية التي تُساعد على ارتخاء عضلات المثانة، مما يساعد على تسهيل تمرير البول، ويمكن أن تُسبب هذه الأدوية انخفاض ضغط الدم والدوخة أو الدوار كأعراض جانبية لها.




قد يوصي الطبيب باستخدام علاج مُرّكب آخر إن لم يكن استخدام دواء واحد فعالًا بصورة كافية.




الجراحة طفيفة التوغل

يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية طفيفة التوغل كخيار علاجي إن كانت الأعراض تزعج المريض كثيرًا أو لم تبدِ باقي العلاجات الدوائية نفعًا، إذ يتم إزالة الجزء المركزي من غدة البروستاتا مع إبقاء الجزء الخلفي منها، ممّا يُساعِد على تسهيل مرور البول عبر القناة، وكل ما يحتاجه هذا الإجراء هو استخدام الحرارة لإتلاف أنسجة البروستاتا الضاغطة على مجرى البول، وذلك يتم من خلال إدخال أُنبوب رفيع مرن عبر الإحليل للوصول إلى غدة البروستاتا، ويمكن إجراء هذا العلاج في عيادة الطبيب وقد يتطلب الأمر استخدام مُخدّر موضعي أو عام.[٣][٨]


وقد طُوِّرَت العديد من الوسائل العلاجية في هذا النسق كعملية الاستئصال بالليزر أو شق البروستاتا عبر الإحليل (TUIP)، إلا أن عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP) تبقى أكثرهم شيوعًا من ناحية الاستخدام،[٢] ولتوضيح خيارات التدخل الجراحي طفيف التوغل:

  • عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل: (TURP) هو إجراء يتطلب إدخال المنظار الداخلي عبر الإحليل لرؤية المثانة بوضوح وإزالة النسيج الزائد من غدة البروستاتا.[٧]
  • عملية شق البروستاتا عبر الإحليل: (TUIP) هو إجراء يقوم به الطبيب المختص بالمسالك البولية، بحيث يتم عمل شقين صغيرين إحداهما في عنق المثانة حيث نقطة اتصال الإحليل بالمثانة والآخر في غدة البروستاتا بهدف توسيع الإحليل وتسهيل تدفق البول.[٩]
  • غرسات رفع مجرى الإحليل البروستاتي: (PUL) يقوم الطبيب بوضع غرسة أو أداة تساعد على رفع غدة البروستاتا المتضخمة بعيدًا عن مجرى الإحليل حتى لا تسدّه، مما يساعد على التقليل من الأعراض الموجودة كصعوبة التبول أو الشعور بالألم أثناء التبول.[١٠]


الجراحة المفتوحة

وهي آخر الخيارات العلاجية المُستخدمة لتضخم البروستاتا الحميد، وأكثرها فاعلية،[٣] ويتم فيها استئصال البروستاتا بعمليّة جِراحيّة مفتوحة، (Open prostatectomy)، وهو إجراء يقوم به أخصائي المسالك البولية تحت تأثير التخدير العام ويتضمن استئصال جزء من غدة البروستات أو كلها عن طريق عمل شق في أسفل البطن أو ضمن منطقة العجان؛ وهي المنطقة الواقعة بين كيس الصفن والشرج، قد يتم اللجوء إلى هذا الخيار في حالات تتضخم غدة البروستاتا بشكل كبير وملحوظ.[٢]




يلجأ بعض الجرّاحين لإجراء عمليّة جراحيّة باستخدام الليزر الأخضر، وهي عملية إزالة جزء من أنسجة البروستاتا باستخدام أشعة الليزر، بحيث تكون احتمالية نزيف الدم أقل أثناء وبعد العملية.





ما بعد العِلاج

بعد الانتهاء من التدخل الجراحي، قد يتطلّب الأمر الاستمرار في تناول بعض الأدوية للتحكم بالأعراض المُتبقية أو الأعراض المستجدة، ويمكن أن يحتاج بعض الرجال لإعادة العلاج بهدف التخلص من الأعراض المُزعجة، وإنّ غالبية أعراض تضخم البروستاتا يمكن أن يتم التحكم بها عند كبار السن حتى نهاية العمر.[١١]


ماذا لو لم تجرَ العملية الجراحية؟

الجراحة ليست دائمًا خيارًا واردًا، فقد تكون غير مناسبة أو فعالّة بما يكفي للحالة الصحيّة للرجل، وإذا لم يُفضّل الرّجل الخُضوع للعمليّة فقد يقترح الطبيب اللجوء للقسطرة البولية بصورة مؤقتة أو دائمة وهذا يتم عن طريق استخدام أُنبوب رفيع مرن يساعد في تدفق البول للخارج، وللتوضيح:[١٢]

  • القسطرة الدائمة: يتم إدخال الأُنبوب إلى المثانة عبر القضيب أو من خلال إحداث جرح صغير في البطن، عادةً ما يتم توصيل الأُنبوب بكيس تصريف خارجي يُربط بالجسم أسفل الملابس؛ يقوم الطبيب أو الممرض بتغيير القسطرة الدائمة كل 12 أسبوعاً.
  • القسطرة المؤقتة: يضع المريض الأُنبوب بنفسه كلّما احتاج للتبول بدلًا من إبقاء أُنبوب ثابت طوال الوقت؛ يتم تدريب المريض على إدخال الأُنبوب وعدد مرات استخدامه من قِبل الطبيب أو الممرض.

المراجع

  1. Ramin Zahed, "How Dangerous Is Having an Enlarged Prostate?", keckmedicine, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Enlarged prostate (benign prostatic hyperplasia)", southerncross, 10/4/2020, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Benign Prostatic Hyperplasia (BPH)", familydoctor, 4/11/2019, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia)", niddk, 10/9/2014, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  5. "health-topics", healthlinkbc, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  6. "Benign prostate enlargement", nhsinform, 2/4/2021, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Matthew Schmitz, MD (15/7/2020), "What Is an Enlarged Prostate?", verywellhealth, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  8. Dr Colin Tidy (21/1/2018), "Prostate Gland Enlargement", patient, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  9. "Benign Prostatic Enlargement/Hyperplasia (BPE/BPH)", my.clevelandclinic, 3/10/2020, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  10. "Benign prostate enlargement", nhs, 10/2/2020, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  11. "Benign Prostatic Hyperplasia (BPH)", urologyhealth, 21/9/2021, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  12. "How is an enlarged prostate treated?", prostatecanceruk, 19/12/2020, Retrieved 1/12/2021. Edited.